الثلاثاء، أبريل 19، 2011

أبــــو جهـــــــل


في بلاد واق الواق..
يحكم أبو جهل..
بالحديد والنار..
بنظام التخدير..
والاتجار بالأحلام..
ومبدأ فرِّق تَسُد..
حوَّل البلدة الطيبة .. إلى بلاد واق الواق..
من السعيدة .. إلى الشريدة..
من أرض الحكمة .. إلى مستنقع الأمية..
من وطن الإيمان .. إلى مرتع الفساد..
من اليُمن ... إلى الشؤم..
بذر بذور الطائفية الشيطانية..
 في التربة التي كانت طاهرة..
وسقاها بدماء كل من يفكر أن يفكر..
أوقد جمرات العنصرية بنيران فتن القبلية والمناطقية..
تحت رماد خطبه المتشدقة التي يخدع بها شعبه الأمي..
شعب واق الواق..
الذين كانوا الألين قلوبًا ..صاروا الأوهن قلوبًا..
والأرق أفئدة .. صيرهم إلى قساة الأفئدة..
غوغائيين .. مخدرين .. مشردين .. مهانين..
بسبب شظف العيش .. ومرارة الإذلال..
والجري لرزق العيال..
والنعرات .. والتخـدير  ...
  ووأد الآمال..
ولأنه أبو جهل..
نادى في جاهليته المديدة:
ألا لا يجهلن جاهل علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا..
فصار كل من يتكلم .. إرهابيًا..
وكــل من يتعـلم .. إنفصاليًا..
وكــل من يتنفس .. فوضويًا..
وكـل من يفكــر .. كفرويًا..
وبقرون سلطانه هذه تربع على عرش واق الواق..
عقوووووودًا طوييييييييييلة..
أفرغ فيها رؤوس الناس..
إلا من هواء متعفن..
فباتت كالطبول..
جِلَدٌ صلدة منفوخة بالهواء..
الهواء المتعفن..
ما فتئ أبو جهل يقرع على هذه الطبول..
فتطبل له .. وتطربه..
لعقود دهرية..
حتى زار الدنيا يومٌ..
صدحت فيه أرواح من إحدى الجنان:
إذا الشعب يومًأراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر..
ولا بد لليـل أن ينـجـلي .. ولا بد للقيد أن ينكسـر..
صدحُها ذاك..
تردد .. وتوسع.. وانتشر..
أشعل شمعات الغضب في ظلمات الجاهلية الحالكة الطويلة..
فأحرقت سراديب أبي لهب وامرأته حمالة الحطب..
وتتابعت على أعقابها سراديب شراذم الجاهليين..
حتى وصل الصدى إلى هناك..
إلى البلد المنسي .. المجهول .. المهان..
إلى واق الواق..
الصدى خرق بعضًا من جلود الطبول..
فتحررت من هواء العفن والتخاذل..
وتسللت إليها نسائم زكية من عبق الحرية..
والكرامة والعلم والشرف والمجد..
فأضيئت الشمعات في أرض واق الواق..
وأنارت لأهلها كتب تاريخهم العظيم والعزيز..
وفكروا دون أن يخشوا من القبض عليهم متلبسين..
 بجريمة التفكير..
بأن من أذل النمرود..
وخسف بقارون..
وأغرق فرعون..
وهزم الأحزاب..
وانتقم من أبي لهب وأمية وكل الجاهليين..
قادر على أبي جهل..
مهما تدرع بالطبول..
وجيّش الخنازير..
وأوقد حرائق الفتن..
وأيقنوا بأن القدير قادر أن يعيدهم كما كــانوا..
أهـــل العــــزة ..
 لا شــعب واق الواق.

هناك تعليقان (2):

  1. سلم الله قلمكِ وقلبكِ أيتها الثائرة الحــرة
    كم من الحروب والفزاعات والإستنزاف النفسي الذي عمل هذا النظام على تطبيقة ضد هذه الثورة
    ولكن هيهات .. ويأبى الله إلا أن يتم نوره
    لو تعلمين كم أنا فخورةٌ بكِ صديقتي ^_^

    ردحذف
  2. الفخر لي عزيزتي النابضة حرية ^_^
    ليتمن الله نوره, وتشرق شمس الكرامة والعزة ويشع نورها على جبين وطننا الغالي
    وسوف يسقط الظلام والجهل والعبودية عاجلاً غير آجل بإذن القدير

    ردحذف