الأحد، مايو 01، 2011

للــثورة رجالـــها


"العالم بدو يشوف شو عميصير بمحافظة درعا.. قوصني.. قوصني"
هكذا صرخ مصوِّر بوجه قناص يحمل بندقية يهدده بها..
بشجاعة.. بإصرار.. بإباء.. بعزيمة.. بجَلَد..
سبحان الله كيف أن هذه الثورات تفرز للعالم الشباب العربي الرائع ,والشجاع , والمخلص..
كيف تعلمنا العيش بمبادئ وقيم الكرامة والعزة...
كيف تكشف لنا في عروقنا دماء جديدة ما عهدناها من قبل في حياتنا..
تثبت أننا ورثنا جينات الكرامة , والتضحية, والشرف من أبي بكر,وعمر,وعلي, وخالد, وعثمان,وجعفر, و....,و... , و..... رضي الله عنهم جميعاً..
تفاجئنا بقوة العربي الذي لم نشاهده في حياتنا إلا أخرساً.. مشلولاً..

"بالروح.. بالدم..نفديك يا يمن"..
 ما كنت أتخيل أنني سأسمع هذا الهتاف واهتف به مع الهاتفين من كل قلوبنا .. نهتف فعلاً وليس قولاً .. نهتف وأصواتنا تمتزج مع الدماء والأشلاء والغازات السامة..
لأي درجة ذُهلنا بالشباب اليمني الذي نفض يديه عن سلاحه وترك حضن والدته, وذهب ليكشف صدره لأسلحة شتى منها المعروف , ومنها الغريب, ومنها المثير للحيرة!! من أجل ماذا ؟؟ من أجل اليمن .. ومستقبل اليمن.. وأجيال اليمن..

"يا قذافي بنجوك وبنطللعوك بالسيف"..
ماذا كنا نعرف عن شعب أعزل طيب عاش فقيراً منسياً ثلاثة وأربعين سنة في أرض غنية جداً بثرواتها.. عاش تحت رحمة أخطر مجانين العصر الحديث يمتص دماءهم, وثروات بلادهم.. دون حتى أن يصاب بالتخمة!
هل سألنا أنفسنا يوماً كيف عاش هذا الشعب تحت رحمة هذا المجنون كل هذه المدة .. يا الله ما أعظم صبرهم!

"فداكي يا مصر.. فداكي يا مصر"..
هكذا هتف ذلك الرجل وهو يتمدد على الأرض أمام العربات المصفحة التي سحقت إخوته من قبل..
لأي درجة أثر في قلوبنا عشق المصريين لأمهم أم الدنيا...
 ما كان عشقهم ذاك أغان يترنمون بها.. وأشعار جوفاء يرددونها..
كلا.. إنهم مدرسة في حب الوطن.. كما أنهم .. مدرسة ثورات..

لا أعرف حرفياً ما هي الكلمات التي نطقها ذلك التونسي ولكنني افهم اللغة التي تحدث بها لأنها لغة معروفة لكل الخلق.. لغة النار .. إحراق نفسه التي انكوت بأسياخ مختلفة من أسياخ المهانة والظلم.. أحرق نفسه التي لم تجد وسيلة أخرى لتعبر عن حجم ذلك الوجع الذي يعتري إنسانيتها.. وما علم حينها أنه استنهض بلده ففجرت أم الثورات العربية (الحقيقية) الغير مقنعة.. حيث علمنا شبابها أنه من الممكن أن تقف أعزلاً عن السلاح المادي بوجه أعتى الأسلحة.. علمونا وصدمونا بحقيقة أننا من الممكن أن نفعلها.. هناك وسيلة .. ممكن .. ممكن .. ممكن!
من الممكن أن نعيش بكرامة.. من الممكن أن نطهر بلادنا.. من الممكن أن نعيش كما ينبغي لنا أن نعيش..
من الممكن أن نثبت للعالم , وللتاريخ أن:
لليمن مستقبل أفضل..
الشعب السوري ما بينهان..
الجيش والشعب إيد واحدة..
تونس حرة حرة، بن علي على برَّ..
ثورة في تونس.. ثورة في مصر.. ثورة في ليبيا حتى النصر


فلسطيييييييييييين .. إنا قادموووووووووون


هناك تعليقان (2):

  1. وللثورة شهد وكلماتها
    كما أنتِ دوماً
    حرفاً من ألق :))

    ردحذف
  2. الألق دوماً يشع من ضوء رحيقك عزيزتي :))

    ردحذف