الأربعاء، أبريل 27، 2011

هل لي بمعــطف





هل لي بمعطف..
يعزل عني المطر..
ويحجبني عن أعين البشر..
يدفئني كل ليلة..
ويناجيني عند السحر..
يحمي كتفي من حرقة الشمس..
ويربت عليه إن أصابه قهر..
يدفئ قلبي إن انكسر..
ويكون لوهني ظهر..
يحتويني بقوة إن شعر..
أنه يحدق بي خطر..
أتشبث به في كل عاصـفة..
ليمنع عن فؤادي أي ضرر..
يهمس لي عند وحشتي..
أنظري هناك..
للنجوم تغازل القمر..
والديمة تحتضن الشذر..
والريح تسوق المطر..
معطفك الأثير قد نذر..
ما أخلصت النجوم لقـمرها..
وما حملت السحب من قطرها..
وما هبت الريح تنثر خـيرها..
أن سيرعاك حتى تصيران ذرر.


الثلاثاء، أبريل 19، 2011

أبــــو جهـــــــل


في بلاد واق الواق..
يحكم أبو جهل..
بالحديد والنار..
بنظام التخدير..
والاتجار بالأحلام..
ومبدأ فرِّق تَسُد..
حوَّل البلدة الطيبة .. إلى بلاد واق الواق..
من السعيدة .. إلى الشريدة..
من أرض الحكمة .. إلى مستنقع الأمية..
من وطن الإيمان .. إلى مرتع الفساد..
من اليُمن ... إلى الشؤم..
بذر بذور الطائفية الشيطانية..
 في التربة التي كانت طاهرة..
وسقاها بدماء كل من يفكر أن يفكر..
أوقد جمرات العنصرية بنيران فتن القبلية والمناطقية..
تحت رماد خطبه المتشدقة التي يخدع بها شعبه الأمي..
شعب واق الواق..
الذين كانوا الألين قلوبًا ..صاروا الأوهن قلوبًا..
والأرق أفئدة .. صيرهم إلى قساة الأفئدة..
غوغائيين .. مخدرين .. مشردين .. مهانين..
بسبب شظف العيش .. ومرارة الإذلال..
والجري لرزق العيال..
والنعرات .. والتخـدير  ...
  ووأد الآمال..
ولأنه أبو جهل..
نادى في جاهليته المديدة:
ألا لا يجهلن جاهل علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا..
فصار كل من يتكلم .. إرهابيًا..
وكــل من يتعـلم .. إنفصاليًا..
وكــل من يتنفس .. فوضويًا..
وكـل من يفكــر .. كفرويًا..
وبقرون سلطانه هذه تربع على عرش واق الواق..
عقوووووودًا طوييييييييييلة..
أفرغ فيها رؤوس الناس..
إلا من هواء متعفن..
فباتت كالطبول..
جِلَدٌ صلدة منفوخة بالهواء..
الهواء المتعفن..
ما فتئ أبو جهل يقرع على هذه الطبول..
فتطبل له .. وتطربه..
لعقود دهرية..
حتى زار الدنيا يومٌ..
صدحت فيه أرواح من إحدى الجنان:
إذا الشعب يومًأراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر..
ولا بد لليـل أن ينـجـلي .. ولا بد للقيد أن ينكسـر..
صدحُها ذاك..
تردد .. وتوسع.. وانتشر..
أشعل شمعات الغضب في ظلمات الجاهلية الحالكة الطويلة..
فأحرقت سراديب أبي لهب وامرأته حمالة الحطب..
وتتابعت على أعقابها سراديب شراذم الجاهليين..
حتى وصل الصدى إلى هناك..
إلى البلد المنسي .. المجهول .. المهان..
إلى واق الواق..
الصدى خرق بعضًا من جلود الطبول..
فتحررت من هواء العفن والتخاذل..
وتسللت إليها نسائم زكية من عبق الحرية..
والكرامة والعلم والشرف والمجد..
فأضيئت الشمعات في أرض واق الواق..
وأنارت لأهلها كتب تاريخهم العظيم والعزيز..
وفكروا دون أن يخشوا من القبض عليهم متلبسين..
 بجريمة التفكير..
بأن من أذل النمرود..
وخسف بقارون..
وأغرق فرعون..
وهزم الأحزاب..
وانتقم من أبي لهب وأمية وكل الجاهليين..
قادر على أبي جهل..
مهما تدرع بالطبول..
وجيّش الخنازير..
وأوقد حرائق الفتن..
وأيقنوا بأن القدير قادر أن يعيدهم كما كــانوا..
أهـــل العــــزة ..
 لا شــعب واق الواق.

الخميس، أبريل 14، 2011

ضـــــباب




ما بال الناس؟؟
ماذا حل بالدنيا؟؟
ألم يعد هناك أي شيء نقي؟؟
هل اكتسحت الخطايا كل شيء فلوثته؟؟
ألم يعد هناك أي لون أبيض صاف؟؟
هل لا بد من تعكير كل لون ابيض في الدنيا؟؟
أهي طبيعة البشر؟؟
كل البشر؟؟
أم هي سذاجتي , وحماقتي؟؟
رغم حثّي لنفسي بالحذر..
وعدم الثقة بأي طارئ بسهولة..
رغم أنني أتذاكى..
وأتخابث..
رغم ظني
بأنني كبرت..
ونضجت..
ونضج إدراكي..
ولم يعد ذلك الأحمق..
الذي يثق بالكثير..
ورغم كل ظنوني..
بنفسي.. وعقلي .. وقلبي.. وحواسي.. وحدسي..
لا تزال نفسي تسخر مني..
وعقلي يستقل بإمكاناتي..
وقلبي يخدعني..
وحواسي تغشني..
وحدسي يعميني..
والناس لا زالت كما هي..
كما عقلي وقلبي وحواسي وحدسي..
لم كل هذه القذارة؟؟
ما الذي سيضيرهم  لو كانوا أنقياء؟؟
شـــــفافـيـــــن؟
ماذا سيخسرون؟؟
ما الذي سينقصهم؟؟
لو فقط..
احترموا ذواتهم قليلًا..
وحاولوا الحفاظ على فطرتهم..
وعاشوا في إخلاص..
في نظافة..
في بساطة..
كل تلك الأقنعة!!
كل تلك القاذورات!!
كل ذلك التراب المتراكم!!
يدفن جوهرهم الذي خلقه الله بريئًا طاهرًا..
أتراني أعيش لوحدي؟؟
في مدينتي الفاضلة!!
وعالمي الخيالي..
أما عاد هناك صفاء؟؟
لماذا الكذب والاستهزاء؟؟
لم كل هذا التشويش؟؟
علامَ كل إنسان ألغى إمكانيات حواسه ؟؟
واستخدم الجزء اليسير منها في استقبال ما يريد تفكيره القاصر استقباله فقط..
حتى أنه لا يكلف نفسه بإرسال ما يحتاج إليه  الآخرون لاستقباله..
ليعيشوا بسلام..
ونقاء..
نقــــــــــاااااااء..
هل يعرف أحدكم هذا المصطلح؟؟
هل صادفه يومًا؟؟
هل لي بأحد يدله على مكانه في قاموس الحياة؟؟
الكثير من الحرباوات قد تنكرن بهيئته..
طبقات من الوسخ المتراكم تحجب علي طريق رؤيته..
أو سماع نبضه..
أو شمُّ  أريجه..
عقلي الطيب لم يستوعب كل هذه الطبقات..
عيوني القاصرة عاجزة عن لمح بصيص منه..
لقد انخدعا..
كثيرًا جدًا خدعا..
واستهزئ بهما..
ودُلِّس عليهما..
وحتى هما..
خدعاني..
ودلسا عليّ..
قالا لي أنهما قد تعلما..
قد كبرا..
قد نالا كفايتهما من الخبرات في مجالات الكذب والخزعبلات..
وبسذاجتي المعتادة صدقتهما..
وآمنت بمواهبهما .. وخبرتهما..
فضللاني ..
وأوقعاني في شرك بساطتي..
حتى هما؟؟
حتى هما!!
بمن لي أن أثق الآن؟؟
أين أذهب بالبياض الأحمق الذي يأبى فراقي؟؟
لن أذهب به لأي مكان..
سأحفظه وأحافظ عليه في داخلي مهما حدث..
سأنظفه وألمعه يومياً وليلياً..
وأريه للذي خلقه كما يحب أن يراه..
ولو ظل هو آخر بقعة بيضاء في هذه الدنيا..
سأفنى ليبقى هو..
أبيضًا ناصعًا..
نقيًا.

الأحد، أبريل 10، 2011

كـــــنت طـــــفلة

عندما كنت طفلة..
حين كنت أخرج ليلاً..
كنت أسمع صوتاً..
صفيراً منتظماً..
مع كل تألق نجمة.. كان هنالك ذلك الصوت..
تنبض النجمة ويصدر ذلك الصوت في ذات الوقت..
فكرت:
أهو صوت النجوم؟؟!!!
بل آمنت ..
بأنه صوت النجوم..
وعندما أخبرت الآخرين..
قالوا بأنهم لا يسمعون شيئاً..
كيف لا يسمعون؟!!!
قلت لهم:
أنصتوا جيداً..
فلم يسمعوا شيئاً..
عندئذ .. أحسست بالنشوة..
لا أحد يسمع صوت النجوم غيري..
إذاً... فالنجوم تكلمني..
تكلمني .. أنا لوحدي..
حاولت أن أتعلم لغتها..
كنت أنظر لها دائماً.. وأنصت إليها..
ربما تخاطرت معها..
وأخبرتها بأسراري..
وسألتها أن تخبرني بأسرار الآخرين..
فهي تراهم جميعاً من الأعلى..
فأبت أن تطلعني عليها..
ولكني ظللت صديقتها..
أخابرها .. وتخابرني.. بما أحب سماعه عن نفسي..
وأحياناً.. كنَّ يتشاجرن.. ويعلو صوت كل واحدة على الأخرى..
فلا أفهم شيئاً..
جعلت لهن أسماءً..
فكل شخص أعرفه .. كانت هناك نجمة باسمه..
هناك نجمة اسمها بابا..
ونجمة اسمها ماما..
ونجمة اسمها أخي فلان..
وأخرى اسمها صديقتي فلانة..
وعندما تتألق نجمة شخص ما.. أيقنت بأنه بحال جيدة..
وإذا بهت نور نجمة آخر .. علمت أنه ليس بأحسن حال..
هناك نجوم كانت تختفي ..
فينتابني القلق على صاحبها..
حتى تعود...
تعود وتكلمني بذلك الصوت..
آه كم أحببت صديقاتي النجوم..
وكم شعرت بأنني أملك العالم..
وبعد سنين..
وذات يوم.. وأنا في البيت..
سمعت صوت نجمة قريب جداً ..
وله صدى أيضاً..
كان صوتها عالياً..
وكأنه قادم من أحد غرف المنزل..
ماذا حصل؟!!
هل نزلت إحدى صديقاتي لزيارتي؟!
أم أصابها مكروه , فسقطت؟!!
إلى سقف بيتي ..
بحثت عنها.. وبحثت.. وبحثت..
ولم أجدها..
صوتها ظل يقترب ويقترب..
وعندها أمسك والدي بحشرة ما..
صرصور يشبه الجرادة..
وضعه في صندوق.. وقال لي:
أنظري..


- هذا هو صّرار الليل..



- ما هذا , صرصوور؟!


- إسمه صرّار الليل .. هل تسمعين صوته؟
- لا.. لا أسمع سوى صوت نجمة..
- ههههه ..هذا صوت صرّار الليل.. يسمونه سهّار الليل لأنه يظل يغني طيلة الليل..
- لا.. هذا صوت النجووووم..
- طيب.. هههه..

وظل صرّار الليل ينشد طوال الليل..
حتى أرق منامنا..
فقتله والدي..
وعندما قتله ...
لم أعد أسمع صوت صديقتي..
إذاً.........
 ما كنت أحسبه صوت النجوم.. كان صوت حشرة قبيحة..
لسنوات وسنوات..
وأنا مخدوعة..
أعيش في عوالم النجوم.. وسمراتها.. وتسامرها..
ولغوها.. وبكائها.. وضحكها.. وشجارها..
وفي الأخيييييير..
اكتشفت أنه صوت الصراصييييير..
كأشياء كثيرة في حياتي..
ظننتها تصدر من النجوم ومخلوقات السماااء..
واكتشفت أنها من الحشرات ومخلوقات الأرض..
وحتى اليوم..
مازلت طفلة!