هل يمكن أن أرضخ للعبودية بعد أن استنشقت هواء الحرية؟!
ورشفت من ماء الكرامة..
هل يُعقل ان أسلم عقلي للسُجَّان؟!
وأحبسه خلف القضبان؟
هل يعقل أن أذرهم يتحكمون بفكري مرة أخرى؟
بعد أن عرفتهم..
وعرفت دسائسهم..
ومؤامراتهم..
وخداعهم..
لا..
وألف ألف لا..
حتى لو بقيت لوحدي فلن أنضم للقطيع..
ولن أعود للحضيرة..
أنتظر من يطعمني ويشربني..
ويعطف علي أحياناً ويشمسني..
داخل أسوار مزرعته..
التي لم أكن أعرف سواها..
وظننت أنها الدنيا وما فيها..
والحياة وروعتها..
كان ذلك في الماضي..
قبل أن أشم عبق الحرية..
والكلمة الحرة..
والفكر الحر..
والعقل الحر..
قبل أن أمزق السياج الشائك..
أي نعم.. جُرِحت وأنا أمزقه..
ولكنها جراح زادتني قوة وجلَداً..
وشجاعة وكبرياء..
لقد مزقته..
وأعتقت رقبتي..
من أسرهم..
من عبوديتهم..
من اضطهادهم..
ذقت شراب الكرامة..
واسترخيت على سرير العزة..
وتربعت على كرسي الاستقلال..
فهل يعقل بعد هذا أن اعود للحضيرة؟!
للأسر والقيود..
للعبودية والذل..
كلا..
فأنا إنسانة حرة..
حرية.. حرية.. حرية..
حرية.. للأبد..
غصباً عنك يا أسد !
وغصباً عن كل الأسود J
شهد خليل 27/2/2012