الخميس، يوليو 28، 2011

ثـــــــورة عـــــــقل



أُعلن عليَّ العصيان..
ثارت أفكاري وطالبت بإسقط نظام عقلي..
زلزلت كياني بهتافاتها اللا منقطعة..
ومظاهراتها المتواصلة..
وتجاهلها أوامري..
ورفضها حواري..
حتى شرطي المرور الذي كان ينظم حركة وسير أفكاري انضم للثورة وأعلن العصيان اللغوي..
قراراتي اعتصمت في متاهة معقدة في دماغي..
ثم توسع اعتصامها وتغلغل وامتد في كل أعصابي..
حتى فَقَدت القدرة على الإحساس أو التحرك أو التوصيل..
قنابل فكرية ضربت معتقداتي في صميمها وأحدثت بها أضراراً جســـيمة..
والثورة استمرت وتمددت وتأججت..
علِمتُ وأيقنتُ وآمنتُ بأن لها الحق في التظاهر المجنون في داخل رأسي المشدوه..
عذرتها في جنونها وضوضائها وإلحاحها الذي لم أتمكن من فهمه..
عذرتها واعتذرت لها..
فسنين طويلة من نظام التبعية والجهل والركون إلى المستشارين الخطأ كانت كفيلة..
- بهذا التبلد والقصور الذهني..
- بهذا الاستيعاب العاجز لثورة أفكاري..
- بهذا الفهم الشحيح لرؤاها ومطالبها..
رجوت أفكاري وتوسلت لها..
 أن عودي إلي..
ارجعي لحضيرتك..
خففي تصعيد احتجاجاتك علي..
تعهدت لها ..      
- أن سأسقط نظام عقلي البائد..
- أن سأعدم الكسل والاستسلام وقصر النظر..
- أن سأحاسب نفسي.. شبر شبر.. عصب عصب.. حاسة حاسة..
- أن سأحاكم منطقي محاكمة عادلة يشهد عليها كل الثوار..
تحضرها كل بنات الشهيدات من سنيِّ عمري الواتي قُتِلن ظلماً وجوراً..
وإلا فإنني سأرحل..
سأتنحى..
لن يعود لي أي عقل أعتليه..
أو أي إحساس يتوجني..
أو أي أفكار أحكمها وأدير شؤونها..
سأرحل بحماقتي وتبعيتي وسذاجتي..
أيها النظام الأسير الكسير..
فلتسقط..
فلن أرتضي لعقلي حاكماً غيري..
فلتسقط بكل ما فيك..
فلقد أعلنت عليك العصيان..
وانضممت للثوار..
لكي يكون لي..
عقل ثوري..
وقلب ثوري..
وجسد ثوري..
وروح ثورية..
فبالثورة وحدها..
تحيا العقول.

الجمعة، يوليو 01، 2011

أطـــــفال


ليتني أعـــــــود طــفلة..
أركــــض في الشوارع..
أصـــــيح في الأزقة..
أتقافز فوق السطوح..
أطارد القطط وتطاردني الكلاب..
أبني قصوراً من طين..
وأشتري عقارات بورق الدفاتر..
أرسم أحلامي الكبار على الجدران..
دون قيود..
دون شروط..
دون هموم..
أقود سيارات من أغطية القوارير..
وأركب خيولاً من عصي المكانس..
أغوص في بحار من سيراميك..
وأصطاد فيها أسماكاً من قراطيس..
أقذف قنابل من مخدات..
وأفجر معسكرات من أَسِرَّة..
وأهزم الأشرار بمسدسات الماء..
ليتنا نعـــــــود أطفالاً..
نتعامل بصدق..
ببراءة..
بطهارة..
ببساطة..
في كوكب للأطفال..
ليس فيه (لا)..
ولا عُقَد الكبار..
ولا استغلال ولا استنكار..
  نولد أطفالاً..   
و نعيش أطفالاً..
ونموت أطفالاً..

الأحد، يونيو 26، 2011

شـــمس عـــــمري



أين أنت مني الآن؟

كيف تتركني؟
كيف تهملني؟
لمَ تنساني؟
وأنت أقرب لروحي مني..
كيف تتركني؟
 بعد أن عاشرت اهتمامك..
ورعايتك.. ومراعاتك..
كيف تتركني؟
 لوحدتي..
لوحشتي..لورطتي..
كيف تدفعني بعيداً عن صدرك؟
عن خفقات قلبك..
عن نفحات أنفاسك..
بعد أن اعتدت عليك..
وألِف رأسي كتفيك..
وسكنت يداي بين يديك..
وأنست روحي بين ضلعيك..
كيف تتركني ؟
وقد استودعتك عمري..
وبحت لك بأسراري..
وقربتك أكثر من أنفاسي لصدري..
كيف تتركني ؟
وأذني ما فتئت تسمع همسك..
وعقلي ما برح يفكر في أثرك..
وقلبي ما انفك يخفق بحبك..
كيف تتركني؟
بعد كل ما وعدتني.. وأودعتني..
بعدما أمَّنتني.. وأمَّلتني..
بعد أن رويتني.. ورويت لي..
تتركني هكذا.. بلا وداع!!
بلا سلام أو كلام..
تخرج كما دخلت..
هكذا بل استئذان!!
ما عساي أفعل الآن؟
كيف أعيش بلاك؟
لمن أبوح؟
لمن أشكي؟
أين أبكي؟    
لمن أفرح ؟
مع من أمرح؟
لمن أعيش؟؟
أين أنت شمس عمري؟
أين أنت؟

الاثنين، مايو 09، 2011

وطــني يبــكي



تعز تئن..
أنينها تردد في كل وطني..
كل اليمن تبكي..
حتى السماء تبكي..
لطالما غسلت دموعها فؤادي..

وطهرته من كل درن وشجن..
أسمعها تبكي..
دموعها تهطل على الأرض العطشى كرامة..
صوت نحيب رعودها يمتزج بأصوات الصلوات والأدعية من المساجد..
يسألون الله غيث السماء على وطننا..
وغيث الرحمة على قلوبنا..
يبتهلون لرحمن الدنيا والآخرة أن يحفظنا..
ويحفظ يمننا..
آه للغيوم الكئيبة في صدري ..
تأبى أن تنقشع.. وتأبى أن تهطل..
تلــبدت أحاسـيسي بغيوم كئيبة..
تبـلدت مشاعري منذ أشهر طويلة..
لم يقوَ قلبي الواهن على مرأى كل تلك الدماء, والأشلاء, والأجزاء..
ما احتمل رأسي المثقل كل تلك الأخبار..
الطبقة السميكة على قلبي الممزق وعقلي الحائر..
ما استطاعت حتى دموع السماء غسلها..
مهما اشتركت معها دموع عيني..
ما كادتا تغسلان شيئاً..
إلهي..
إلى من تكلني؟
يا سامعاً أنيني..
يا ناظراً لسويداء صدري..
طهرني من أوساخ قلبي..
واشفني من سقم لبِّـي..
اشرح صدري الذي طال ضيقه..
أنر بصيرتي التي نكست على أعقابها لكثرة ما حل بها..
إلــه الســمــاء..
مجري السحــاب..
هازم الأحـــزاب..
مغــيث العبــاد..
أنزل غيث نورك على فؤادي..
وغيث رحمتك على بلادي..
وارحم الشهداء..
وقوِّ الضعفاء..
واخذل الخونة..
ودمِّر القتلة..
إلــه المطر..
ما لنا سواك..
مـا لنــا ..
..إلا الله..

الجمعة، مايو 06، 2011

إلى من كنت أحسبه كل شيء في حياتي:


تحية معطرة بأريج الأرض الخضراء , محمولة على غمام الخير, تسوقها رياح الحرية..
أرسلها إليك لكي تطمئن على أخباري إن أردت..
أنا في أحســن حال والحمد لله..
أتنفس الهــواء المتجدد..
أأكل ما يسوقه إلي ربي الذي أسبحه وأحمده ليلاً نهاراً..
أشرب من حيث أريد عيوناً كانت أو أنهاراً..
أتدثر بريشي المزين عندما تفيض علينا السماء بخيرها أمطاراً..
أمتع ناظري بمرأى المــروج المزخرفة أزهاراً..
أطير بجناحي الذين أقودهما كما أشاء..
نعم .. أطييييييييير.. وأحلق عالياً..
أتباهى بجناحي الجميلين الذين خلقا لكي أطير بهما..
لـــكي أطييييييييييييير..
لا لكي يتفرج عليهما الناس من وراء القضبان..
قضبانك الذهبية..
قضبانك المعتز أنت بها..
تأسر انظـار الناس بها..
وحلمت أن ستأسرني أنا بها..
بمعدنك الرخيـــص..
مهما كان بريقه, وفتنته, وقيمته..
فأحلامي أشد بريقاً..
وحريــتي أكثر فتــنة..
وكبريائي أهم قيمة..
وأنا أعظم قدراً..

هل تذكـــر عندما كنت أسألك:
-         ما لون الشمس التي يمجدونها؟
فتجيبني مزهــــواً.. بأنه يشبه لونك..
-         وما لون القمر الذي يتغزلون ببهائه؟
كنت تشمخ بأنفك وأنت تقول بأنه كلون الوعاء الذي مننت علي أن كنت أشرب منه..
-         وكيف تبدو الأشجار والمروج والسهول؟
فتتفاخر قائلاً أنها تشبه أوراق الخس الذي كنت تعلقه لأتسلى به بين قضبانك..

كم كنت ساااااذجاً عديم الحيلة, إذ كنت أصدقك.. وأثق بك.. وأنبهر بك..
اعتقدت أنك بيتي.. ووطني.. وعائلتي.. وحياتي..
كنت أتشبث بذلك القضيب البارد الذي كنت توقفني عليه .. وأظنه سريري..
وأسند رأسي على حراسي من القضبان الصلبة القاسية الذين كانوا يراقبونني .. وكنت أظنهم يحمونني..
وعلى الرغم من كثرتهم, وصلابتهم, واصطفافهم العسكري تحت إمرتك.. تمكنت من الرؤية من بين أكتافهم..
وواعجباه مما رأيت!!
رأيت لوناً صافياً هادئاً رقيقاً يسمونه الأزرق.. تتخلله أصواف بيضاء بأشكال أكثر عجباً!
وفي فرصة أخرى رأيت ما يسمونه الشجرة..
ما أعظم حجمها وعطاءها!
هي ليست كما صورتها لي بخيالك المريض, وصدقها عقلي الصغير بسذاجته, وثقته العمياء بهرائك..
أمــا ما رأيته عليها.. فقد كـــان ما لم أتوقع وجوده في الدنيا أصــلاً!!
رأيــت أشـــباهاً لي!!
نعم.. هم يشبهونني كثيراً ظاهرياً..
ولكنهم يختلفون!
ذلك البريق!
ذلك البريق المدهش الأخاذ في أعينهم!
رأيتهم يفردون أجنحتهم الزاهية الألــوان.. اللامــعة تحت أشعة ذهبية.. عرفت لاحقاً أنها أشعة الشمس!
يفردون أجنحتهم..
ويرفرفون بها..
حتى تطير بهم ليرتقوا عــالياً عالياً..
يغردون..ويتصايحون.. ويمرحون..
فغرت فمي مشدوهـاً..
كــيف يمكنهم فعل ذلك؟!
مــا أروعهم.. مــا أقواهم.. مــا أشجعهم!
مــا أجملهم.. مــا أبـــدع أصواتهم!
يتنقلون بكل أريحية من شجرة لأخرى..
ومن جدول لآخر..
لكأن تلك الأشــعة الذهــبية المنتشرة الممتدة إلى ما لا نهاية  هي حراسهم ( أقصد قضبان قفصهم)..
هــل يُعقل أن يكون قفصهم كبيراً لهذا الحد؟!
وأنا طوال عمري أســيرٌ بين قضبانك المتزاحمة البشعة!
كم انبهرت بهم..أشباهي.. وحســدتهم..
وتمنيت من كل قلبي الصغير المكبوت أن أصير مثــلهم..
ظلت أمنياتي حبيسة قلبي المقهور الضــائق بها..
كما كنت أنا حبيسك أيها الضيّق القاتل..
بإرادتي وبكل الحرية التي كنت تجود بها علي فضلتك عما كنت أسترق النظر إليــه..
فضلتك .. وتشبثت بك..
بسـبب الخـــوف..
الخوف من المجهول..
الخوف من قيض الصيف, وزمهرير الشتاء اللذان كنت اسمع عنهما..
الخوف من الحيوانات آكــلة الطيور الصــغيرة, والتي كنت تحكي لي قصصها قبل النوم..
الخوف من ألا أجد حبوباً يابسة جوفاء..وماءً عكِر المذاق..
الخوف من الحرمان من إطراء الناس على ريشي زاهي الألوان..
الخوف من خذلان جناحيّ الغير معتادين على الرفرفة والانطلاق..
الخوف .. من فراقك!
يا من شربت حبك حتى الثمالة..
وغفوت على ذراعيك كل ما مضى من عمري..
وسكنت قلبك المتصحر برضاي..
وآويت إليك كل ليلة في حياتي..
وأشهدتك على أسراري..وهذياني..
وائتمنتك على حياتي..
حتى فــاض بي الكيل..
ولم أعد قادراً على مسايرتك..
والإنصات لخزعبلاتك..
وتصديق كل تدليسك..
فانتهيــــت منك..
أيــها البارد الكذاب القاسي..
إسمعني أيها المغرور المتســلط..
لقد حطمت القيد, وكــسرت القفل..
وفردت جناحيّ.. وحركتهما بأقصى طاقتي..
أخطأت.. وسقطت.. وجُرحت.. وتألمت..
ولكنني نهــضت..
وعــاودت الكرة..
أرفرف واسقط.. ثم أرفرف وأصطدم بسدٍ ما..
ثم أنهض وأرفرف من جـــديد..
حتى استجاب لي جناحيّ الجديدان..
وحلّقا بي بعيـــداً عنك, وعــن عـــالمك الخانق..
يالسعادتي.. وانشراح صــدري..
هــا قــد ولــدتُ من جــديد!
وبقلــبي المملوء أمــلاً..
وعيناي المتألقتان شــغفاً..
وجناحيّ العزيزين القويين..
أطيــــــر..
وأرتــــقي ..
وأعيــــش ..
أعيش كما ينبغي لي أن أعيــش..
حراً.. قوياً.. عزيزاً..

واخيراً وآخراً..
تقبل تمنياتي لك بعيشة ترضاها حقاً..
المخلص لنفسه..
طائر بجناحينJ

الأحد، مايو 01، 2011

للــثورة رجالـــها


"العالم بدو يشوف شو عميصير بمحافظة درعا.. قوصني.. قوصني"
هكذا صرخ مصوِّر بوجه قناص يحمل بندقية يهدده بها..
بشجاعة.. بإصرار.. بإباء.. بعزيمة.. بجَلَد..
سبحان الله كيف أن هذه الثورات تفرز للعالم الشباب العربي الرائع ,والشجاع , والمخلص..
كيف تعلمنا العيش بمبادئ وقيم الكرامة والعزة...
كيف تكشف لنا في عروقنا دماء جديدة ما عهدناها من قبل في حياتنا..
تثبت أننا ورثنا جينات الكرامة , والتضحية, والشرف من أبي بكر,وعمر,وعلي, وخالد, وعثمان,وجعفر, و....,و... , و..... رضي الله عنهم جميعاً..
تفاجئنا بقوة العربي الذي لم نشاهده في حياتنا إلا أخرساً.. مشلولاً..

"بالروح.. بالدم..نفديك يا يمن"..
 ما كنت أتخيل أنني سأسمع هذا الهتاف واهتف به مع الهاتفين من كل قلوبنا .. نهتف فعلاً وليس قولاً .. نهتف وأصواتنا تمتزج مع الدماء والأشلاء والغازات السامة..
لأي درجة ذُهلنا بالشباب اليمني الذي نفض يديه عن سلاحه وترك حضن والدته, وذهب ليكشف صدره لأسلحة شتى منها المعروف , ومنها الغريب, ومنها المثير للحيرة!! من أجل ماذا ؟؟ من أجل اليمن .. ومستقبل اليمن.. وأجيال اليمن..

"يا قذافي بنجوك وبنطللعوك بالسيف"..
ماذا كنا نعرف عن شعب أعزل طيب عاش فقيراً منسياً ثلاثة وأربعين سنة في أرض غنية جداً بثرواتها.. عاش تحت رحمة أخطر مجانين العصر الحديث يمتص دماءهم, وثروات بلادهم.. دون حتى أن يصاب بالتخمة!
هل سألنا أنفسنا يوماً كيف عاش هذا الشعب تحت رحمة هذا المجنون كل هذه المدة .. يا الله ما أعظم صبرهم!

"فداكي يا مصر.. فداكي يا مصر"..
هكذا هتف ذلك الرجل وهو يتمدد على الأرض أمام العربات المصفحة التي سحقت إخوته من قبل..
لأي درجة أثر في قلوبنا عشق المصريين لأمهم أم الدنيا...
 ما كان عشقهم ذاك أغان يترنمون بها.. وأشعار جوفاء يرددونها..
كلا.. إنهم مدرسة في حب الوطن.. كما أنهم .. مدرسة ثورات..

لا أعرف حرفياً ما هي الكلمات التي نطقها ذلك التونسي ولكنني افهم اللغة التي تحدث بها لأنها لغة معروفة لكل الخلق.. لغة النار .. إحراق نفسه التي انكوت بأسياخ مختلفة من أسياخ المهانة والظلم.. أحرق نفسه التي لم تجد وسيلة أخرى لتعبر عن حجم ذلك الوجع الذي يعتري إنسانيتها.. وما علم حينها أنه استنهض بلده ففجرت أم الثورات العربية (الحقيقية) الغير مقنعة.. حيث علمنا شبابها أنه من الممكن أن تقف أعزلاً عن السلاح المادي بوجه أعتى الأسلحة.. علمونا وصدمونا بحقيقة أننا من الممكن أن نفعلها.. هناك وسيلة .. ممكن .. ممكن .. ممكن!
من الممكن أن نعيش بكرامة.. من الممكن أن نطهر بلادنا.. من الممكن أن نعيش كما ينبغي لنا أن نعيش..
من الممكن أن نثبت للعالم , وللتاريخ أن:
لليمن مستقبل أفضل..
الشعب السوري ما بينهان..
الجيش والشعب إيد واحدة..
تونس حرة حرة، بن علي على برَّ..
ثورة في تونس.. ثورة في مصر.. ثورة في ليبيا حتى النصر


فلسطيييييييييييين .. إنا قادموووووووووون