السبت، نوفمبر 03، 2012

حنـــــــين



وطني الغالي ..
كم أحن إليك..
مشتاقة لتظلل بين وارف أشجارك..
محتاجة للاحتماء بسقفك..
عطشى للارتواء من غيثك..
بردانة بدون لحافك..
كئيبة بدون شمسك..
ضائعة خارج أرضك..
وطني الوحيد..
أنت من أنتمي إليك..
بك أنت هويتي وجنسيتي..
فيك أحيا تفاصيلي وجنوني..
لك انت الفداء بالروح والدم..
أنت أنت مسقط رأسي..
أنت سكني..
وملاذي..
وقبري بعد مماتي..
البعد عنك هو المنفى..
هو التهجير القسري..
هو التشرد والتشتت..
هو الضياع والتيه..
في غربتي عنك..
انطفت كل الأضواء..
انمحت كل الألوان..
اختفى كل مذاق..
ليت لي جناحين يحملاني إليك..
لكي أعيش فيك مرة أخرى..
أزرعك وأحصدك..
أعمرك وأسكنك..
أزينك بعشب أغفو عليه..
وأملأك بورد أتعطر منه..
أحيا فيك..
وأفنى لأجلك..
ولن يحرمني منك أي احتلال..

الخميس، أكتوبر 11، 2012

اتركوه بسلام



هل يعقل؟!
هل من الممكن؟!!
أن يتفرغ الناس لسنين لكي يتسلوا بمشاعر شخص ما فقط!!
رغم أن ذلك الشخص لم يسبب لهم الأذى يوماً..
حتى عندما يسيؤون إليه,يحاول قد الامكان تجنب الاحتكاكات والاشكالات معهم!
هل لمجرد التسلية تتآمر مجموعة ضد فرد؟!
ألا تعني عذابات وجراحات ذلك الشخص بالنسبة لهم إلا التسلية؟!
أو ربما قد فكروا أنهم أوصياء خالقه عليه, فقرروا أن يعدلوا من شخصيته حتى يتلاءم مع متطلباتهم , عن طريق جرحه وإذلاله..
ما هي الفائدة العظيمة التي من الممكن أن تعود لفرد يرقص على جرح آخر؟؟!!!
أي شر هذا؟!!
لمَ يجتمع كل هذا الشر ضد مخلوق طيب يسير بجانب الحائط؟!
ما حاجة أهل الشر للإضرار بذلك الفرد الوحيد المتوحد؟!
لم يسئ إليهم بشيء!
لم يحاول أبداً أن يكون عقبة في طريقهم!
كل أمله في الحياة.. أن يترك بسلام..
أن يترك وشأنه مع عوالمه الخيالية..
إنه لا ينتمي إليكم يا معشر البشر..
دعوه لأحلامه..
وما تظنونه أوهامه..
هو ينتمي إليها..
بكل رغبته, وإرادته الحرة..
صنعها.. وعاش فيها.. واستوطنها..
وكلما حن جلده المثخن لصفعاتكم..
عاد يزور عالمكم لوقت قصير..
فإذا بكم لا تقصرون معه صفعاً , وضرباً , وتنكيلا..
فيعود إلى عالمه, وقد حن إليه بشدة..
وأدرك كم عالمه غال عليه..
وكم يرتاح وينتمي ويُحتوى في عالمه..
فدعوه وشأنه معشر البشر..
لماذا تحاولون تدمير عالمه؟!
كلما احتجتم لمن تصبون جام حقدكم عليه تجدونه امامكم..
مستسلم لكم..
يقول لبيكم لبيكم..
اصنعوا بي ما شئتم..
ولكن بعد أن تشفوا غليلكم..
اتركوني أعود لعالمي لكي أتداوى وأتعالج فيه..
ولا تحاولوا الاقتراب منه..
لأن رائحتكم ستلوثه..
زفيركم سيدمره..
همهماتكم ستحطمه..
دعوا عالمه وشأنه..
اتركوه بسلااااااااااااااااام..
هو لا يبغي شيئا منكم..
فلماذا تريدون أنتم منه أشياء؟!
رجـــــــــــــــــاءً..
تسلوا بأشياءٍ غيره..
لأن تسليتكم به ستقتله..
نعم , بكل تأكيد ستقله..
فهل يستحق هذا البائس برأيكم أن تؤنبكم ضمائركم أن قتلتموه؟؟
دعوه لشأنه..
فهو أحقر من أن ينال اهتمامكم..
دعــــــــــــوه بســـــــــلام.

الأربعاء، سبتمبر 19، 2012

فارسي



أيها الفارس الذي طالما انتظرته..
وحلمت به كل ليلة..
وعشت من أجله كل صبح..
فارسي الجميل..
أيقض في داخلي أنوثتي النائمة قسراً..
احصد من أعماقي ثمار مشاعر زرعتها لأجلك..
تعهدتها بعمري..
وسقيتها من دمي ودموعي وسهادي..
إحملني على صهوة جوادك..
من الأرض البور القاحلة..
إلى جنات ملونة عبقة..
انقلني من عالم الأحلام الوردية الساذجة..
إلى واقع جميل محسوس..
إسمح لي أن أتأمل النجوم في عينيك..
وأسمع تمتمات قلبك..
وأحس دفء يديك..
خلِّ بيني وبين عقلك..
دعني أدخله دخول الفاتحين..
أرشف من غزير فكره..
وأزور معالم فطنته..
وأتحدث مع نبض ذكرياته..
وأتربع على عرش مملكته..
متوجة بإعجابك..
ومحاطة بإخلاصك..
تتعهدني بالرعاية التي  اشتقت لها..
وتروي زماني بغيث غرامك..
تظلل رأسي المثقل بمزن حنانك..
تحتوي براءتي وسذاجتي بدثار حكمتك..
وتملأ فراغ فؤادي بحروف هيامك..
فارسي الغالي..
لئن أثقلت عليك بطلباتي..
فقد أثقلت علي بطول غيابك..
فاصبر على ملامي لأني صبرت كثيراً بانتظارك..
واستوعب جنوني الذي سببته سنين البحث عنك..
فكل لحظة عشتها بكل ما فيها كانت رغبة في وصالك..
والعمر والشباب الهني انقضيا وهما يتوسلان رضاءك..
والقلب أضناه الشوق والأمل الكبير بلقائك..
والنفس أسقمها لوم عواذلي لانتظارك..
والروح تاهت طويلاً ضائعة في سمائك..
فتحمل نتائج إهمالك..
وتقاعسك.. وتكاسلك..
مؤقتاً فقط..
حتى تعتاد روحي الأنس بقربك..
والطمأنينة في رحاب روحك..
وتغفو كطفلة في حضن قلبك..


الاثنين، يونيو 25، 2012

الأمـــل الواهــــن




كلهب شمعة تلفظ أنفاسها الأخيرة..
بقاياها المنصهرة تحتها تصر على الحياة..
تحاول جاهدة ان تبقي فتيل الشمعة المحتضرة يصمد أكثر..
وهي مجرد بقايا منصهرة..
الشمعة الأصل احترقت وذابت حتى نطفتها الأخيرة..
ولكن تلك النطف تجمعت يداً واحدة لتبقي ذلك الفتيل المحترق واقفاً صامداً..
ذلك الفتيل المتوحش الذي التهم أمهم رويداً رويداً..
وأقنعها أن هذه هي رسالتها في الحياة..
أن تحترق به لتضيء للآخرين..
ولكنه خبأ عنها..
أنه هو من لديه رغبة مجنونة محمومة بالاشتعال بها وإذابتها..
أنه هو من اقحم نفسه في صميم كيانها.. من رأسها حتى قدمها..
هو الذي كان يشرئب برأسه في فضول وإصرار يغري كل من يراه..
بأن يشعله وبالتالي يذيب الشمعة التي احتوته رغماً عنها..
ويتزود من دموعها التي تزيد اشتعاله وصخبه وجنونه..
 وتطيل امد احتراقه بها..
ورغم ذلك بقيت الشمعة الأم صابرة راضية قانعة..
بفتيلها الذي أذابها حتى النفس الأخير..
وبناتها الواتي تظافرن ليطلن أمد عذابها, ومعاناتها..
وما الذي تستطيع فعله غير الرضى؟
و الصبر حتى تخور قوى أحبائها ومعذبيها؟!

الأربعاء، أبريل 18، 2012

حــــــريق

نــار تشتعل في صــدري..
ألـــم يتوقد في أعــماقي..
حريق يســتعر في جوارحي..
يحرمني رقــــاداً هــانئاً..
يشــعرني..
بشظايا حــارة ..
تخترقني..
تمزقني..
تؤلمني..
جــمر مســتعر..
ملتــهب..
محــرق..
يقض مضجعي..
يسهرني..
يسهدني..
يشهدني عذابي..
وجراحاتي..
ومراراتي..
مــا كل هذا المرار؟!
مــا كل هذا الضيق؟!
أكاد أشتوي بالجمر في صــدري..
آه يا صدري المعذب..
كم تتلظى وتتألم!!
فتتداعى لآلامك أعضائي..
سهــر.. وتــعب.. ونصـب..
أيهـا الألـم..
أيتها النـار..
أعرف مصدركما..
وســببكما..
وأوقن أني بخلاصي منه..
سأتخلص منكما..
ولكني مهما حاولت..
وعـزمت..
وأصررت..
أستسلم له..
ولا أقوى على مقاومته..
يهزمني بجاذبيته..
يحطم إرادتي..
 بلـونه..
برائحته..
بلـذته..
بحضوره الطاغي..
يُسيِّر رغباتي..
ونـزواتي..
وأمنياتي..
لكم عــاهدت نفسي..
وحاولت قمع شهوتي..
وكــبت رغــبتي..
لطـالما تعففت عن رؤيـته..
والاقـتراب منه..
ولكن في النهاية..
دائماً أستسلم له..
مـاذا أفعل بروحي؟!
كيف أصنع بنفسي؟!
داااائماً يغويــها..
ويجرها جراً نحوه..
آه منــه ..
كم يحلو له..
أن يدنو مني..
ويغريــني..
ليعــذبني..
ويذلــني..
ويؤلمـني..
ويحــرق صــدري..
ودائمــاً أصرخ فيه..
إرحــل بعيداً عني..
أنت يا صحن المخلل..
يا من تهزم إرادتي..
وأطيعك في نزواتي..
فأتنـاولك طـوعاً..
أتلذذ بك دقائق..
لأتعذب بعدها سـاعـات..
أيتها الشطة الحارة..
لن أتناولك على العشاء مرة أخرى..
أتفهميـــن؟؟
لن أستسلم لك مرة أخرى..
إرحــلي :P
                                                                                                                                     

الأربعاء، مارس 21، 2012

حرية للأبد




هل يمكن أن أرضخ للعبودية بعد أن استنشقت هواء الحرية؟!
ورشفت من ماء الكرامة..
هل يُعقل ان أسلم عقلي للسُجَّان؟!
وأحبسه خلف القضبان؟
هل يعقل أن أذرهم يتحكمون بفكري مرة أخرى؟
بعد أن عرفتهم..
وعرفت دسائسهم..
ومؤامراتهم..
وخداعهم..
لا..
وألف ألف لا..
حتى لو بقيت لوحدي فلن أنضم للقطيع..
ولن أعود للحضيرة..
أنتظر من يطعمني ويشربني..
ويعطف علي أحياناً ويشمسني..
داخل أسوار مزرعته..
التي لم أكن أعرف سواها..
وظننت أنها الدنيا وما فيها..
والحياة وروعتها..
كان ذلك في الماضي..
قبل أن أشم عبق الحرية..
والكلمة الحرة..
والفكر الحر..
والعقل الحر..
قبل أن أمزق السياج الشائك..
أي نعم.. جُرِحت وأنا أمزقه..
ولكنها جراح زادتني قوة وجلَداً..
وشجاعة وكبرياء..
لقد مزقته..
وأعتقت رقبتي..
من أسرهم..
من عبوديتهم..
من اضطهادهم..
ذقت شراب الكرامة..
واسترخيت على سرير العزة..
وتربعت على كرسي الاستقلال..
فهل يعقل بعد هذا أن اعود للحضيرة؟!
للأسر والقيود..
للعبودية والذل..
كلا..
فأنا إنسانة حرة..
حرية.. حرية.. حرية..
حرية.. للأبد..
 غصباً عنك يا أسد !
وغصباً عن كل الأسود J

شهد خليل 27/2/2012