الجمعة، أبريل 08، 2011

متـَّــــــهم



في قفص الاتهام وضعوه..
وبالحديد والصواعق غلوه..
أمَّروا عليه الحراس..الألوف منهم..
كسروا سبابته وإبهامه..
قطعوا أذنه..
قصموا ظهره..
واستعدوا لذبح لسانه..
ومن أمام القضبان..
استجوبه السجانون..
أمام حشد غفير من المهرجين..
والطبالين .. والزمارين..
سأله القاضي:
هل تعترف بالتهمة الشنعاء المنسوبة إليك؟
أجاب في خلود:
نعم أيها القاضي..
أعترف بتهمتي..
أعترف..
بالتفكيــــــر..
شهق الحضور..
جحظت عيون المستشارين..
استغفر وحوقل القاضي..
ثم تنحنح قائلًا في سواد:
الحكم بعد المداولة..
وقبل حتى أن يستدير القاضي ومستشاروه..
بصق طبال على وجه المتهم..
ونظر آخرون إليه شزرًا..
ونطقت وجوه المهرجين الملطخة بالأصباغ..
نطقت بكل الشماتة .. والغل..
ثم عاد القاضي..
وأعلن حكمه:
حكمت محكمة الأمن والحضارة والاستقرار في جلستها  الثالثة والثلاثين على المتهم بأن يصلب على أقلامه,  وتحرق  أوراقه, وتشعل أحباره بجلده حتى الموت , وذلك تكفيرًا عن الكفر..
قاطعه المتهم:
الفِكر يا سيدي..
انفجر المهرجون:
أتعدِّل على القاضي أيها الزنديق الكافر المكفِّر؟؟
وساقوا المتهم يزفونه بصيحاتهم المختلطة بقرع الطبالين ونشيج الزمارين..
إلى القصاص العادل الذي يستحقه كل من تسول له نفسه أن يفكر في عرفهم..
ليعود الأمن والأمان والاستقرار كما كان.





هناك تعليقان (2):

  1. شهد شهد شهد
    صديقتي المميزة
    سعيدةٌ أن صرتي لي جاره :)
    مدونتكِ غاية في الجمال بحق
    من أول لحظة لدخولي إليها شعرت بالدفء والرقة
    أهنئكِ وأهنئي نفسي بكِ
    دمتِ حره ...

    ردحذف
  2. عزيزتي رحيق الضوء :)
    سعيدة بأول راسٍ على مرفاي ينثر شذرات عطر حروفه فيه..وسعيدة أكثر أن تكوني أنت هذا الراسي..
    حللت أهلاً ووطئت سهلاً أيتها المبدعة المتألقة..
    ودمت حرة :)

    ردحذف