الاثنين، يونيو 25، 2012

الأمـــل الواهــــن




كلهب شمعة تلفظ أنفاسها الأخيرة..
بقاياها المنصهرة تحتها تصر على الحياة..
تحاول جاهدة ان تبقي فتيل الشمعة المحتضرة يصمد أكثر..
وهي مجرد بقايا منصهرة..
الشمعة الأصل احترقت وذابت حتى نطفتها الأخيرة..
ولكن تلك النطف تجمعت يداً واحدة لتبقي ذلك الفتيل المحترق واقفاً صامداً..
ذلك الفتيل المتوحش الذي التهم أمهم رويداً رويداً..
وأقنعها أن هذه هي رسالتها في الحياة..
أن تحترق به لتضيء للآخرين..
ولكنه خبأ عنها..
أنه هو من لديه رغبة مجنونة محمومة بالاشتعال بها وإذابتها..
أنه هو من اقحم نفسه في صميم كيانها.. من رأسها حتى قدمها..
هو الذي كان يشرئب برأسه في فضول وإصرار يغري كل من يراه..
بأن يشعله وبالتالي يذيب الشمعة التي احتوته رغماً عنها..
ويتزود من دموعها التي تزيد اشتعاله وصخبه وجنونه..
 وتطيل امد احتراقه بها..
ورغم ذلك بقيت الشمعة الأم صابرة راضية قانعة..
بفتيلها الذي أذابها حتى النفس الأخير..
وبناتها الواتي تظافرن ليطلن أمد عذابها, ومعاناتها..
وما الذي تستطيع فعله غير الرضى؟
و الصبر حتى تخور قوى أحبائها ومعذبيها؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق