الثلاثاء، أبريل 05، 2011

حشــــرجة

وداعاً..
فما عدت أحتمل..
ما عدت أطيقك يا دنيا زائفة..
بناسك المقنّعين..
وظلمك وظلامك..
إلى أين أسير بك؟
مع قلب طريد..
وعقل شريد..
بين غرق الخاطر..
وعشىى البصيرة..
  أتوه..          
أضيق..
أضيع..
تَعِبت ..
وتعب جسدي المثقل..
وأُجهد جلدي المثخن..
وضاقت ذرعًا هالتي  الممزقة..
لقد خُنِقت..
تم الحجر على آمالي..
مُنِعَتْ حتى من الكلام..
من التفكير..
من الحلم..
إلى أين يا دنيا..
إلى أين تظنين أنك بي سائرة؟؟
تدحرجين خطاي العاجزة على دواليبك المسعورة..
أغربي عني فما عدتُ أهواك..
لقد قطعتُ حبلي السرّي الموصول برحاك..
أيتها العيشة الفارغة..
عديمة المعنى..
عديمة الجدوى..
عديمة الأثر..
لم أعد  أطيق جوّك الملوث..
سوف أطلقك طلاقاً بائناً..
لن تعودي بعد الآن توجعيني..
وتخنقيني..
وتحجرين على أفكاري..
وتغتالين أمنياتي..
لن أسمح لأهلك بإهانتي..
ولأمراضك بغزوي..
ولسفاسفك باحتلالي..
احتجبي عن عينيَّ..
عينيَّ التي لطالما غشيتها..
واحتلتِ عليها بأقنعتك الكثيرة..
وابتعدي عن أنفي..
الذي أوحيتِ له بروائحك الخادعة..
لطالما خنتني..
واستهزأتِ بي..
ونصبتِ علي..
مراراً وتكراراً..
وما فتئتُ أصدقك..
وتنطلي على ذهني المشوش خدعك..
احتلتِ عليَّ..
على عقلي..
على قلبي..
على براءتي..
على أملي..
على ملكي..
على شغفي..
على هويتي..
على اعتقادي..
كلما حاولتُ أن أبني فيك بيتاً علّي أسكن فيه..
ترفضين منح ترخيص له..
تقررين هدمه فبل أن يتم رسمه..
بشتى الحجج والأعذار..
تارةً بسبب انخفاض مستوى تحمل التربة..
وتارةً بسبب نقص مواد البناء..
وتارةً  لأن هذا هو القانون..
قانونك..
كفاك .. كفاااااااك..
كفاكم..
يا دنيا مقيتة..
يا عمراً ساذجاً..
يا حياةً بائسة..
أما اكتفيتم بعد؟!
أنا قد اكتفيت..
وشبعتُ حد الغثيان..
وها أنا أودعكم..
وأترككم إلى غير رجعة..
وداعًا..
غير مأسوف عليكم..
وعلى ما فيكم..
وداعاً.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق