الأحد، أبريل 10، 2011

شيء مــــا


غريب أمرنا مع بعض الناس..

أشخاص من بني آدم مثلنا..
ولكن.. لهم تأثير مختلف..
ما الذي يفعلونه بنا؟!
بعد أن نكون قد ظننا أن قد ثبنا إلى رشدنا..
وعادت إلينا عقولنا..
وعدنا نسيطر على مجريات حياتنا..
بعد أن يفرغ البال..
وتسكن النفس قانعة هاااادئة..
ما الذي يحصل عندما نلمحهم ثانية..
ما تأثير كلمات وجيزة معهم..
أو نظرة واحدة التقت مع نظرة منهم..
أو ابتسامة واحدة..
أو حتى رؤيتهم من بعيد..
حتى لو اعتقدنا أننا مسيطرون على وضعنا....
وأننا متمالكون لأعصابنا..
والأمر عادي جداً بالنسبة لنا..
فعند الخلوة مع النفس..
شيء ما هناك ..
في الداخل هناك شيء يُبعث, وينفض الغبار عن كيانه..
شيء يتسلل من وسط حفر عميقة..
من خلف قضبان عديدة..
وأسوار ضخمة..
سجناه هناك في الداخل..
وتجاهلنا  استنجداءاته والتماساته..
وتناسيناه مطموراً في غيابت الجب..
ولـــــــكن..
بعد عودتهم..
يعــــــود..
شرساً مكتسحاً كعادته..
يسيطر علينا..
يرسم  على وجوهنا ابتسامات عريضة..
 لا نعرف تحديداً سببها..
ويجلي في العين بريقاً لا ندري مصدره..
يملأ الأدمغة التي كانت مرتبة منظمة..
 بزحمة أفكار لا متناهية..
تولّد اختناقات مرورية في كل عصب وشريان..
ينسحب الجسد لا شعورياً إلى حالة من استرخاء عجيب..
فالجسم يبدو مسترخياً جداً.. ونعساناً جداً..
برغم  أن القلب ليس مسترخياً على الإطلاق..
وليس حتى في حالة نشاط روتيني..
هنالك ذلك الشيء الذي ينتفض..
تارةً نظنه ينتفض في قلب القلب تحديداً..
وتارةً فيما حول القلب..
وتارة أخرى يبدو وكأنه تيار متردد..
 يسري من الدماغ إلى القلب والعكس..
ومرات يتدفق أسرع من الدم إلى كل ذرة في الجسد..
يخدرها بذلك الخدر اللذيذ..
يحس حينها الشخص بأنه أبله ..
 ولكنه مستمتع ببلاهته..
شارد عن الدنيا وما فيها.. وهو منتش ولا يدري لمَ ..
الأفكار المتزاحمة المتصارعة في رأسه..
 لا تترك لبعضها البعض مجالاً  لكي تُسمع..
أو تمر..
وأكثر من ذلك وأكثر..
كل ذلك بسبب رؤية, أو حتى سماع صوت, أو شم رائحة..
شخــــص مـــــــا..
حتى لو بعد أمد  طويييييييييل..
حتى وطبقات التراب الكثيفة قد دفنت ذلك الشيء..
الفوضوي المشاكس في الداخل..
شخـــص مـــــــا..
وبلحظــــــــات..
ينفخ في ذلك الصور..
فيُبعَث ما تحت التراب..
ويكمل دورة حياته من جديد..
بكل معاناتها..
ومســــراتها..
بجنوووووونها..
وســـــذاجتها..
بآمالها.. وسعادتها..
ويعود ذلك الشيء مزهواً شامخاً وهو يصرخ ضاحكاَ..
ها أنا ذا..
لقد اشتقت إلي كما هو واضح..

هاااااااا أناااااا ذااااااا.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق