الأحد، أبريل 10، 2011

جـــــدران


هنــــاك..
هناك خلف ذلك الجدار...
بعض الخربشات..
لبعض الذكريات..
هناك خلف ذلك الجدار..
أنين وآهات..
وكثير من العبرات..
ذلك الجدار..
بابه موصد بثلاثة أقفال..
عليه سبعة حراس..
غلاظ شداد..
يمنعونني من الدخول..
يمنعونني أنا!!
أنا التي عينتهم ..
ودفعت لهم رواتبهم..
وأطعمتهم.. وسقيتهم.. لسنوات طوال..
سلمتهم المفاتيح..
وأمنتهم على الأسرار..
استودعتهم  آهاتي.. وتنهداتي .. وعبراتي..
لسنوات طوال..
وحين أردت الدخول..
منعوني.. وأغلقوا دوني الحصون والأسوار..
تباً لكم..
ألست أنا من صنعكم؟!
ولـم تكونوا من قبل شيئا ..
أتراكم نسيتموني؟!..
لكثر ما هجرت ذلك الجدار..
أم هو واجبكم الذي تعملون من أجله؟!
أريد الدخول..
لقد حان وقت الدخول..
لقد اشتقت لتلك الذكريات..
وأريد أن أطمئن على تلك الخربشات..
تنحوا عن طريقي..
أنا من أوجدكم..
ورباكم..
ووهبكم زهرة عمره..
أعطوني تلك المفاتيح..
وإلا كسرت الأقفال..
تلك مفاتيحي أنا..
مفاتيح قلعتي أنا..
ماذا تقولون؟!
تخافون علي!!!
أم أنكم قلقون على مصدر عيشكم الحرام؟؟
أأدمنتم المقيل على عتبة باب جداري..
تزمجرون.. وتلوحون بأسلحتكم أمام كل من يقترب..
ابتعدوا عن باب بيتي..
لقد استغنيت عن خدماتكم..
دعوني ألج باب بيتي المهجور..
الذي بنيته بدمي ودموعي وابتساماتي..
خذوا مستحقاتكم وارحلوا..
هل أقول إلى غير رجعة؟؟
أم أني سأحتاجكم يوماً ما؟؟
أم أنني سأربي حراساً جدداً بدلاً عنكم..
حراساً يشغلون عقولهم قبل أن ينصاعوا لأوامري..
حراساً يعرفون عملهم جيداً..
يعرفون من يدخل.. ومن لا يسمح له بالدخول..
ليس هذا مهماً الآن..
المهم أني سأدخل..
سأخاطر..
قد تلدغني إحدى الأفاعي التي أربيها هناك..
قد تمسك بي أغلال مم أخبئها هناك..
قد يتدلى ويخنقني حبل من تلك الحبال..
ولكنني سأدخل..
فهذا بيتي..
وذلك مفتاح بيتي..
وتلك مفاتيح باب بيتي..
إلى اللقاء أيها الحراس ..
بل وداعاً..
أرجو أن يكون الوداع الأخير..
وداعاً.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق