الأحد، أبريل 10، 2011

كـــــنت طـــــفلة

عندما كنت طفلة..
حين كنت أخرج ليلاً..
كنت أسمع صوتاً..
صفيراً منتظماً..
مع كل تألق نجمة.. كان هنالك ذلك الصوت..
تنبض النجمة ويصدر ذلك الصوت في ذات الوقت..
فكرت:
أهو صوت النجوم؟؟!!!
بل آمنت ..
بأنه صوت النجوم..
وعندما أخبرت الآخرين..
قالوا بأنهم لا يسمعون شيئاً..
كيف لا يسمعون؟!!!
قلت لهم:
أنصتوا جيداً..
فلم يسمعوا شيئاً..
عندئذ .. أحسست بالنشوة..
لا أحد يسمع صوت النجوم غيري..
إذاً... فالنجوم تكلمني..
تكلمني .. أنا لوحدي..
حاولت أن أتعلم لغتها..
كنت أنظر لها دائماً.. وأنصت إليها..
ربما تخاطرت معها..
وأخبرتها بأسراري..
وسألتها أن تخبرني بأسرار الآخرين..
فهي تراهم جميعاً من الأعلى..
فأبت أن تطلعني عليها..
ولكني ظللت صديقتها..
أخابرها .. وتخابرني.. بما أحب سماعه عن نفسي..
وأحياناً.. كنَّ يتشاجرن.. ويعلو صوت كل واحدة على الأخرى..
فلا أفهم شيئاً..
جعلت لهن أسماءً..
فكل شخص أعرفه .. كانت هناك نجمة باسمه..
هناك نجمة اسمها بابا..
ونجمة اسمها ماما..
ونجمة اسمها أخي فلان..
وأخرى اسمها صديقتي فلانة..
وعندما تتألق نجمة شخص ما.. أيقنت بأنه بحال جيدة..
وإذا بهت نور نجمة آخر .. علمت أنه ليس بأحسن حال..
هناك نجوم كانت تختفي ..
فينتابني القلق على صاحبها..
حتى تعود...
تعود وتكلمني بذلك الصوت..
آه كم أحببت صديقاتي النجوم..
وكم شعرت بأنني أملك العالم..
وبعد سنين..
وذات يوم.. وأنا في البيت..
سمعت صوت نجمة قريب جداً ..
وله صدى أيضاً..
كان صوتها عالياً..
وكأنه قادم من أحد غرف المنزل..
ماذا حصل؟!!
هل نزلت إحدى صديقاتي لزيارتي؟!
أم أصابها مكروه , فسقطت؟!!
إلى سقف بيتي ..
بحثت عنها.. وبحثت.. وبحثت..
ولم أجدها..
صوتها ظل يقترب ويقترب..
وعندها أمسك والدي بحشرة ما..
صرصور يشبه الجرادة..
وضعه في صندوق.. وقال لي:
أنظري..


- هذا هو صّرار الليل..



- ما هذا , صرصوور؟!


- إسمه صرّار الليل .. هل تسمعين صوته؟
- لا.. لا أسمع سوى صوت نجمة..
- ههههه ..هذا صوت صرّار الليل.. يسمونه سهّار الليل لأنه يظل يغني طيلة الليل..
- لا.. هذا صوت النجووووم..
- طيب.. هههه..

وظل صرّار الليل ينشد طوال الليل..
حتى أرق منامنا..
فقتله والدي..
وعندما قتله ...
لم أعد أسمع صوت صديقتي..
إذاً.........
 ما كنت أحسبه صوت النجوم.. كان صوت حشرة قبيحة..
لسنوات وسنوات..
وأنا مخدوعة..
أعيش في عوالم النجوم.. وسمراتها.. وتسامرها..
ولغوها.. وبكائها.. وضحكها.. وشجارها..
وفي الأخيييييير..
اكتشفت أنه صوت الصراصييييير..
كأشياء كثيرة في حياتي..
ظننتها تصدر من النجوم ومخلوقات السماااء..
واكتشفت أنها من الحشرات ومخلوقات الأرض..
وحتى اليوم..
مازلت طفلة!





هناك تعليقان (2):